منتدى المسيلة التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المسيلة التعليمي

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشجاعة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المدير
مدير
مدير
المدير


ذكر
الشجاعة Algeri10
الشجاعة Pi-ca-16
المشاركات المشاركات : 184
نقاط نقاط : 467
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
العمر العمر : 28

الشجاعة Empty
مُساهمةموضوع: الشجاعة   الشجاعة Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 17, 2010 1:49 am

الشجاعة


حقيقة الشجاعة
في اللغة: يرد معناها إلى أصل واحد هو الجرأة و الإقدام . في لسان العرب: شَجُع شجاعة : اشتد عند البأس و الشجاعة : شدة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في البأس ، و من يتصف بهذا الخلق يقال له : شَجاع و شِجاع و شُجاع و أشجع و شَجع و شَجيع و شِجَعَة و يُجمع على : شُجْعان و شِجعان و شَجَعَاء و شِجَعَة و شِجْعَة و شَجْعَة و شُجْعَة و شِجَاع و المرأة شِجَاعَة و شَجِعَة و شَجِيعَة و شَجْعَاء ، و قيل : لا توصف به المرأ ة ، و شجّعته : إذا قلت له أنت شجاع أو قويت قلبه ، و رجل مشجوع : مغلوب بالشجاعة . قال بن المناوي في التوقيف على مهمات التعاريف : الشجاعة الإقدام الاختياري على مخاوف نافعة في غير مبالاة . الشجاعة قلب حديدي جامد لا يهاب الموت كما قيل : لنحن أغلظ أكباداً من الإبل .
الشجاعة هي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و الثبات و الإقدام على الأمور النافعة تحصيلاً و على الأمور السيئة دفعاً ،و تكون في الأقوال و الأفعال ، والشجاعة التغلب على رهبة الموقف قال بعضهم : الشجاعة صبر ساعة . الشجاعة من القلب و هي ثبات القلب و استقراره و قوته عند المخاوف ، و هو خلق يتولد من الصبر و [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] . قال العلماء : منشؤها القوة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] للنفس ، لأن الثبات أثر كمال تلك القوة ؛ فالشجاعة تتكون من : قوة الجنان و الجرأة على العدو و استصغار شأنه . قال الجرجاني : الشجاعة : هيئة حاصلة للقوة الغضبية بين التهور و الجبن بها يقدم على أمور ينبغي أن يقدم عليها كقتال الكفار مالم يزيدوا على ضِعف المسلمين . تعريف الشجاعة عند همنغواي: الصبر الجميل على الشدائد. و قيل: هي العنصر من عناصر الروح الذي يوصف بأنه العنصر الجسور الملهم. و قيل : قدرة الروح على انتزاع الفوز في مواجهة أعتى الأخطار. و قيل: القدرة على التحرك لقهر الخوف. وقيل: هي استعداد المرء لأن يحمل على كاهله السلبيات التي ينذر الخوف بمقدمها من أجل تحقيق ايجابيات أكثر زخماً. و قيل: الشجاعة هي الإقدام تحت إشراف العقل للدفاع عن النفس أو عن أي عزيز لديها. الشجاعة كمنحة من العناية الالهية هي سبب و نتيجة. قال الجاحظ في تهذيب الأخلاق : الشجاعة هي الإقدام على المكاره و المهالك عند الحاجة إلى ذلك ، و ثبات الجأش عند المخاوف مع الاستهانة بالموت . قال ابن حزم : هي بذل النفس للذود عن الدين أو الحريم أو عن الجار المضطهد أو عن المستجير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، و عمن هُضم ظلماً في المال و العرض ، و سائر سبل الحق سواء قلّ من يعارض أو كثر . الشجاعة تختلف من شخص لآخر تبعاً للاستعداد الفطري فكل أحد لديه نسبة من الشجاعة و أخرى من الجبن. أو يكون شجاعاً في مواقف و جباناً في مواقف أخرى. الشجاعة لا بد أن تعتمد على رأي حصيف و تبصر مع حسن حيلة و حذر و تيقظ و إلا كانت انتحاراً .
قال المتنبي : الرأي قبل شجاعة الشجعان -----هو أول وهي المحل الثاني
فإذا اجتمعا لنفس مرة -----بلغت من العلياء كل مكان
و لربما طعن الفتى أقرانه -----بالرأي قبل تطاعن الأقران
أصل الشجاعة
في القلب و هو ثبات القلب و سكونه و قوته عند المهمات و المخاوف ، و لا يثبت القلب إلا مع سلامة العقل و المزاج و هو الاعتدال ؛ فالشجاعة حرارة القلب و غضبه و قيامه و انتصابه و ثباته ، والشجاعة ليس لها اتصال بالأبدان قوةً و ضعفاً ،و لا باللسان
يقول كثير عزة :
ترى الرجل النحيف فتزدريه ----- و في أثوابه أسد هصور
و يعجبك الطرير إذا تراه ----- فيخلف ظنك الرجل الطرير
و قد عظم البعير بغيرلبّ ----- فلا عرف لديه و لا نكير
نقل ابن قتيبة في عيون الأخبار: عن الحرس : " رأيت من الجبن و الشجاعة عجباً ، استثرنا من مزرعة في بلاد الشام رجلين يذربان حنطة أحدهما أصيفر أحيمش ( تصغير الأحمش و هو دقيق الساقين ) و الآخر مثل الجمل عظماً فقاتلنا الأصيفر بالمذرى ( خشبة ذات أطراف كالأصابع يذرى بها الحبّ و ينقى ) لا تدنو منه دابة إلا نخس أنفها و ضربها حتى شق علينا فقُتل ، و لم نصل إلى الآخر حتى مات فرقاً فأمرت بهما فبقرت بطونهما فإذا فؤاد الضخم يابس مثل الحشفة ، و إذا فؤاد الأصيفر مثل فؤاد الجمل يتخضخض في مثل كوز من ماء .
ذكر عمرو بن معد يكرب الزبيدي عندما سأله عمر بن الخطاب عن أجبن رجل لاقاه فقال : يا أمير المؤمنين كنت أشن الغارة فرأيت فارساً لابساً لامة الحرب ، و هو راكب على فرسه فقلت : يا بنىّ خذ حذرك فإني قاتلك لا محالة ، فقال لي : و من تكون ؟ فقلت: عمرو بن معد يكرب فسكت و دنوت منه فوجدته قد مات ، فهذا أجبن من لقيت . ذكره في كتاب بدائع السلك لابن الأزرق .
يقول الراغب: الشجاعة إن اعتبرت و هي في النفس ، فصرامة القلب على الأهوال و ربط الجأش في المخاوف ، و إن اعتبرت بالفعل فالإقدام على موضع الفرصة . و هي فضيلة بين التهور و الجبن و هي تتولد من الفزع و الغضب إذا كانا متوسطين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مجالات الشجاعة: في الجهاد و الخطابة و على المنابر و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و إعلان الرأي قال تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم ) فهذا تربية لشجاعة الرأي و مخاطبة عظيم في الحديث ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) رواه أبوداود و الترمذي ( سيد الشهداء يوم القيامة حمزة و رجل قام إلى إمام جائر فأمره أو نهاه فقتله ) . من الأمثلة موقف الإمام أحمد في فتنة خلق القرآ ن - رأي العز بن عبدالسلام في كلام الله تعالى أهو حرف و صوت ؟ أم معنى قائم بذاته قديم أزلي ؟ - وموقف العز بن عبدالسلام من بيع الأسلحة للفرنج في عهد الصالح إسماعيل حاكم دمشق - موقفه في مصر من قضية المماليك الذين اشتراهم الملك نجم الدين . و الشجاعة تكون في حالة التعرض للبغي و دفع الظلم و الذل عن النفس و الدفاع عن الحريم و الأعراض و طلب العز و المجد ، ومن أجل بقاء هذا الوجود، شجاعة الموقف ، شجاعة الإرادة التي تشمل ( القدرة على ضبط شهوات النفس و منع جنوحها إلى مهاوي الردى و المهالك - التغلب على مخاوف النفس و هواجسها و قهر أوهامها - ألا ينقاد المرء للجلساء و أصحاب المنافع أو الشهوات التي تخل برجولته أو كرامته أو مروءته )، شجاعة القرار مثل ( إمضاء أبي بكر الصديق الجيش لحرب المرتدين - جمع أبي بكر الصديق القرآن في المصحف - انسحاب خالد بن الوليد في غزوة مؤتة )، وغيرها كثير، و أعلى الشجاعة هو التقدم للتضحية بالنفس في سبيل الله تعالى ، و [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من الشجاعة . أعظم الشجاعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من الله عز و جلّ قال الأول :
ليس الشجاع الذي يحمي فريسته ----- عند القتال و نار الحرب تشتعل
لكن من رد طرفاً أو ثنى وطراً ----- عن الحرام فذالك الفارس البطل
و لذلك قال بعضهم : لا ينتصر العبد في المعركة حتى ينتصر في نفسه على الشهوات و [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و المخالفات . من مجالات الشجاعة الانتصار على النفس و الذات و الشهوات . الدفاع عن النفس عند التعرض للاعتداء أو لحماية ما يُرى فيه نفعه و ملذاته و هي سر بقاء البشر و استمرار الحياة و عمران الأرض . قال أبوبكر الصديق لخالد بن الوليد : احرص على الموت تُوهب لك الحياة . و العرب تقول : إن الشجاعة وقاية و الجبن مقتلة . و من دوافع الشجاعة طلب الثناء و الذكر الحميد و هو منهي عنه . و ذكر الأبشيهي أوجه الشجاعة عند اللقاء في الحرب في كتابه (المستطرف) . الشجاعة تكون في كثير من الأحيان حاسمة لبعض المواقف الشائكة و الرجل الشجاع درع لأمته و صون لها .
وضد الشجاعة الجبن
والجبن يكون نتيجة تخوف و تغلب المخاوف المرتقبة أو الحاصلة أمام الناظرين فيحجم و لا يعود شجاعاً . مرض الجبن عند الجبناء يكبر بالوهم و أكثر مرض الناس و هم من أحاديثهم و ما تفتعله خواطرهم وما يتلقفونه من الحوادث و ما يشعرون به من نقص إيمان يقول الله تعالى عن ذلك الصنف من المنافقين ( يحسبون كل صيحة عليهم ) ( أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون ) . الجبناء يخافون من البشر أكثر من خوفهم من الله . في الحديث ( شر ما في رجل شح هالع و جبن خالع ) رواه أبوداوود . و الجبن و الخور و العجز ليس من محاسن الرجال ومما ذمه الله و رسوله صلى الله عليه و سلم . الإقدام قد يكون محموداً و قد يكون مذموماً و كذلك في الإحجام قد يكون محموداً و قد يكون مذموماً و الضابط في ذلك هي الحكمة. و عدت العرب الجبن جريمة كبرى و سيئة في الرجل . الجبان يموت في اليوم مائة مرة و الشجاع يموت مرة واحدة الجبان يتوهم كل شىء ضده و الشجاع يتصور أنه ضد كل شىء إلا كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و ما والاهما . قال عمر بن الخطاب: اللهم إني أشكو إليك عجز الثقة و جلَد المنافق .
وكمال الشجاعة وزينتها
أن تكون بإرشاد العقل متزنة و متوافقة مع الحكمة فإن الشىء إذا زاد عن حد الحكمة خشي أن يكون تهوراً و سفهاً و إلقاءً باليد للتهلكة و ذلك مذموم كما يذم الجبن فالشجاعة خلق فاضل متوسط بين خلقين رذيلين هما الجبن و التهور.
وثمرة الشجاعة
الإقدام في الأقوال و الأفعال و عند [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و الأضطراب . وهي فضيلة من أسمى الفضائل ، و إن شئت فقل إنها حارسة الفضائل. يعيب كل شخصية ألاّ تتصف بهذا الخلق الرفيع فالدافع لتحمل الألم و التعرض للموت بشجاعة يتمثل في أن القيام بذلك عمل نبيل بينما الإحجام عنه عمل وضيع ، فالرجل الشجاع يتصرف كذلك من أجل ما هو نبيل لأن ذلك هو مقصد الفضيلة. و هي جزء من الفضيلة ، وهي من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإسلام التي ساعدت المسلمين على الفتوح و السيادة في الأرض . الشجاعة هي ينبوع مكارم الأخلاق و الخصال الحميدة و معظمها منشؤها منها و مردها إليها . قال الطرطوشي: و أعلم أن كل كريهة ترفع أو مكرمة تكتسب لا تتحقق إلا بالشجاعة . رؤوس الأخلاق الحسنة أربعة - تحمل على غيرها من محاسن الأخلاق- وهي: 1 -الصبر:يحمل على الاحتمال وكظم الغيظ وكف الأذى -- 2 - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: تحمل على تجنب الرذائل والقبائح -- 3 -الشجاعة: تحمل على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] النفس وإيثار معالي الأخلاق -- 4 - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: يحمل على الاعتدال والتوسط. قال الأبشيهي: أعلم أن الشجاعة عماد الفضائل ، و من فقدها لم تكمل فيه فضيلة يُعبَّر عنها بالصبر و قوة النفس . قال ابن القيم في زاد المعاد : الشجاعة من أسباب السعادة فإن الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] صدر الشجاع بشجاعته و إقدامه و هذا معلوم لأن الهم و القلة و الذلة و حقارة الحال تأتي من الجبن و الهلع و الفزع وأن السعادة و الانشراح و الضحك و البسطة تأتي مع الشجاعة و الإقدام و فرض الرأي و قول كلمة الحق التي علمها رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه . و الشجاعة تثمر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الله عز و جل لحديث ( ثلاثة يحبهم الله عز و جلّ و ذكر منهم و رجل كانوا في سرية فلقوا العدو فهُزموا ، فأقبل بصدره حتى يُقتل أو يفتح الله له ) رواه النسائي و الترمذي و صححه و الحاكم و قال : صحيح على شرط الشيخين و وافقه الذهبي .
و علاقة الشجاعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أن الكرم إن كان ببذل النفس فهو شجاعة . و علاقة الشجاعة بالصبر أن الصبر في المحاربة شجاعة . يقال : الشجاع محبب حتى إلى عدوه ، و الجبان مبغض حتى إلى أمه .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
اكتساب الشجاعة و تنميتها :
قضية الشجاعة في النفس يحصل أثرها و يظهر التقدم عندما تغطى المخاوف و تتجاوزها لأنه لا توجد نفس إلا و فيها مخاوف مع خلطه بمركبات نفسية أخرى هي الإقدام و الحكمة و الفائدة و تغطية المخاوف و زوالها و التغلب عليها و بحسب خلط هذه العناصر تزداد الشجاعة أو تقل . و الشجاعة لا تستمر و لاتكتمل بعد وقوع الآلام إن لم يدعمها و يرافقها خلق الصبر. قال تعالى ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون ) . قدم النابغة الجعدي للرسول صلى الله عليه و سلم يذكر بطولاته و أنا قابلنا أبطالاً سقونا الموت فسقيناهم الموت و لكننا صبرنا فقال في قصيدته أمام النبي صلى الله عليه و سلم :
تذكرت و الذكرى تهيج على الفتى ----- و من عادة المحزون أن يتذكرا
فلما قرعنا النبع بالنبع لم تكن ----- على البعد أبيانه أن تكسرا
سقيناهموا كأساً سقونا بمثلها ----- و لكننا كنا على الموت أصبرا
و ننكر يوم الروع ألوان خيلنا ----- من الضرب حتى نحسب الجون أشقرا
و ما زال يمدح في نفسه و في قومه المجاهدين حتى قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم :
بلغنا السماء جوداً و مجداً و سؤدداً ----- و إنا لنرجوا فوق ذلك مظهراً
فقال له صلى الله عليه و سلم : إلى أين يا أبا ليلى ؟ قال : إلى الجنة يا رسول الله .
و الشجاعة خلق نفسي له مواد تمده و تنميه: من ذلك الإيمان ؛ فإن الشجاعة في الإنسان تكون على قدر إيمانه و معرفته بربه و إيقانه أنه لا يصاب إلا بما كتب له و أن إقدامه إلى ما يرضي ربه يرفع قدره عنده عز و جل و أن الغاية هي الجنة و أن الدنيا لا تساوى شيئاً دون أن يمس ذلك الإقدام رزقه أو أجله أو يحول بينه و بين أي محبوب قدر أن يصل إليه كما قال النضر : الجنة الجنة و رب النضر ثم صاح يقول :
فيا رب إن حانت وفاتي فلا تكن ----- على شرعج عالي و خضر المطارف
و لكن أحن يومي سعيداً و فتية ----- يمسون في فج من الأرض خائف
عصائب من شيبان ألف بينهم -----[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الله نزاّلون يوم التزاحف
إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى ----- و صاروا إلى موعود ما في المصاحف
؛ و لذلك كله فالانبياء هم أشجع الناس لأنهم أعلى الناس إيماناً ، و لأنهم باعوا أنفسهم و أموالهم إلى الله تعالى فإن الله يقول ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يُقتلون ) و ما عند الله لهم خير من الدنيا ( و ترجون من الله ما لا يرجون ) و العاقبة لهم في الدنيا و الآخرة و الخاتمة و السمعة الحسنة و درء الحوادث و الأعراض و النتيجة الطيبة في الدنيا و الآخرة ، و لأنهم يحملون مبدأ و يثقون بحفظ الله تعالى و رعايته ( و إن جندنا لهم الغالبون ) ( إنا لننصر رسلنا في الحياة الدنيا ) و يعلم العبد أنه سيلقى الله ملوما إذا لم يدعُ إلى الله و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يصبر على ما أصابه ( يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما أصابك ) ، ومما يمد بالشجاعة و ينميها قوة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و كمال الثقة بالله و الإيمان بالقضاء و القدر و ان الضر و النفع و الحياة و الموت بيد الله و علم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم ليكن ليصيبه . ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً ) ( و لئن قتلتم في سبيل الله أاو متم لمغفرة من الله ) ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون ) و حديث( و أعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك ) رواه الترمذي و أحمد بسند حسن . ( و أعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) ( و عزتي و جلالي ما اعتصم بي عبد ثم كادت له السموات و الأرض إلا جعلت له من بينها فرجاً و مخرجاً و عزتي و جلالي ما اعتصم بغيري عبد إلا أسخت الأرض من بين قدميه ) ذُكر في السير و ذكره ابن كثير في تفسيره . قال علي: الأجل درع حصينة . خرج علي يوم صفين و عليه درع فخلع الدرع فقال ابنه محمد: كيف تخلع الدرع يا أبتاه و هو يقيك ؟ فقال:
أي يوميّ من الموت أفر ----- يوم لا قُّدر أم يوم قدر
يوم لا قُّدر لا أرهبه ----- و إذا ما جاء لا يغني الحذر
و قتل الحجاج ابناً لعجوز صباحاً فأدخلها عليه ظهراً فقال لها : يا فلانة لقد قتلنا ابنك فقالت : لو لم تقتله مات .
يقول المتنبي :
و لو أن الحياة تبقى لحيّ ----- لعددنا أضلنا الشجعانا
و إذا لم يكن من الموت بدّ ----- فمن العجز أن تموت جبانا
و من الأسباب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و الثناء عليه كما قال تعالى ( يا أيها الذين إذا لقيتم فئة فاثبتوا و اذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) . و من الأسباب تذكر محاسن ومنافع الشجاعة. الشجاعة لها مواد تمدها و منها قوة عزيمة في النفس تدفع للإقدام بعقل في مخاطرة بقول أو عمل لتحصيل خير أو دفع شر مع ما في ذلك من توقع الهلاك أو المضرة . و مما يقوي القلب و يطمئن الفؤاد و يجعل المرء يقدم العلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .
الشجاعة فطرية و هناك شجاعة مكتسبة تزيد و تنقص بحسب الجو المحيط [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الوالدين ، والتنعم و الترف يذهب بالشجاعة و كذلك الحال بالنسبة للجبن. أيضاً من أهم وسائل اكتساب الشجاعة: التمرين و التدريب العلمي حتى يصبح الإقدام ملكة له - التغلب على رهبة الموقف و يحصل بتكرار وضع النفس في المواقف التي يكون فيها الحرج و المأزق الشديد والرهبة لأن الرهبة شىء جديد على النفس فتتغلب عليه إذا ألفته و تعودت عليه فلا تصبح هناك صدمة أو مفاجأة - أن يقنع الإنسان نفسه بأن المخاوف أوهام أو ليست بالضرورة أن تحصل - استعراض مواقف الشجعان و قصصهم لأن النفس البشرية مفطورة على المحاكاة ثم المتابعة ثم المنافسة - إثارة دوافع التنافس و مكافأة الأشجع مع الثناء الشرعي عليه، و مما يزيد الشجاعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و عدم مراءاة الخلق لأنه حينئذ لا يهمه لوم اللائمين و مدح المادحين فيقدم على قول الحق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رب العالمين ، و أما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فما أسرع خوره في المقامات الرهيبة. كذلك التعوذ بالله من الهم و هو خوف ما يتوقع من حصول مكروه و كذلك من الحزن و هو الندم على ما مضى و ما فات و كلاهما يجبن الرجال و يجعله خوافاً و لا يجعله يقدم و لذلك كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ رواه الشيخان من حديث أنس . عَنْ سعد بن أبي وقاص رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ *. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ رواه مسلم .- تخليص الجبان من الأوهام التي تثير لديه رعباً و جبناً . - الشجاعة استجابة للمؤثرات البيئية .- قال عمر بن الخطاب : أن الشجاعة و الجبن غرائز في الرجال تجد الرجل يقاتل لا يبالي ألاّ يؤوب إلى أهله و تجد الرجل يفر عن أمه و أبيه و تجد الرجل يقاتل ابتغاء وجه الله فذلك الشهيد . ذكره في صفوة الأخبار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://msilaeduc.yoo7.com
BENZEMA
مدير
مدير
BENZEMA


ذكر
الشجاعة Algeri10
الشجاعة Pi-ca-28
المشاركات المشاركات : 166
نقاط نقاط : 347
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
العمر العمر : 25

الشجاعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشجاعة   الشجاعة Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 17, 2010 8:45 am

شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.msilaeduc.yoo7.com
 
الشجاعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المسيلة التعليمي :: المجالس االتعليمية العامة :: ركن التعليم المكيف-
انتقل الى: